.

شريط الاخبار

قائمة

اعلن هنا

تدمير آثار متحف الموصل مأساة ثقافية تاريخية








لم يكتفِ تنظيم داعش بقتل الناس وترهيبهم تحت غطاء تطبيق شرائع وتعاليم الإسلام في القصاص والحدود ، وإنما امتدت أياديه القذرة نحو طمس تاريخ حضاري كامل بتحطيمه لآثار يعود تاريخها لآلاف

السنين في متحف الموصل في العراق بحجة تحريم وجود التماثيل في الإسلام ، باعتبارها أصناماً ينبغي تدميرها كما فعل النبي محمد عليه الصلاة والسلام عندما هدم الأصنام في الكعبة المشرفة وحولها ،

متناسين - أو الأصح متجاهلين - أن نبينا الكريم حطّم الأصنام لأنها كانت تُعبد وتُقدّس في ذلك الوقت على أساس أنها آلهة، أما تماثيل اليوم فهي مجرد آثار شاهدة على تاريخ البشرية.

وأظهر الفيديو الذي نُشر على الانترنت عناصر ملتحية في متحف الموصل تقوم بهدم تماثيل ضخمة باستخدام المطارق وأدوات الحفر، من بينها تماثيل لآلهة تعود إلى حضارات بلاد الرافدين وتمثال للثور

الآشوري المجنح يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد وهو رمز الحضارة الآشورية التي ازدهرت في العراق وامتدت سيطرتها حتى وادي النيل، ويرمز إلى القوة والحكمة والشجاعة والسمو .

ليست هذه هي المرة الأولى التي يقوم بها تنظيم داعش بمثل هذه الأعمال الإجرامية التي يهدف منها إلى طمس الهوية التاريخية للموصل والعراق :

فقبل أكثر من شهر قام هذا التنظيم المتطرف بتفجير جزء من "سور نينوى" التاريخي الذي يعود للحضارة الآشورية وهو من الآثار المميزة في الشرق الأوسط وشاهد على عظمة الحضارة الآشورية وقوتها منذ

آلاف السنين.

كما قام بحرق آلاف الكتب والمخطوطات عندما فجر المبنى المركزي لمكتبة الموصل في وسط المدينة وحرق محتوياتها من الكتب والوثائق والمخطوطات ومن بينها مؤلفات نادرة ، وأما ما نجا من الهدم من

تحفٍ آثرية قديمة فكان بهدف بيعها لتمويل حملة التنظيم الدموية الشائنة .

ولئن كانت عملية بيع الآثار وتهريبها جريمة يُعاقب عليها القانون أشد العقاب، فإن لسان حال غالبيتنا اليوم هو الرضى الضمني عن ما هُرب من آثار سابقاً والترحيب بإمكانية" إخراج " المزيد من الآثار إلى أي

متحف في العالم يحترم عظمة هذا الإرث الثقافي التاريخي وتحت إشراف اليونسكو .

إن من يدمر الآثار ويحرق الكتب والمخطوطات والوثائق النادرة لا يمكن قبول حجته الغبية بأن الأسلام حرم التماثيل ، لأنها حجج شاذة وواهية ومضللة لا تستند إلى أسانيد شرعية ، خاصةً وأن هذه الآثار في

جميع البلدان التي فتحها المسلمون كانت موجودة ولم يأمر الصحابة بهدمها أو حتى سمحوا بالاقتراب منها .

إن أي متابع لمجريات الأحداث في منطقتنا يدرك الهدف الرئيسي وراء هذه الأفعال المشينة ومن يقف وراءها..

ما يجري في العراق هو مخطط لطمس هوية العراق التاريخية وتغذية الطائفية والتطرف العنيف والنزاعات وهو ما سيؤدي إلى تمزيق البلاد وتقسيمها، هذا المخطط يقف وراءه أطرافٌ عديدة وتدعمه دول ذات

مصالح وأطماع استراتيجية في العراق والمنطقة، وسيأتي اليوم الذي تُفتح فيه الملفات وتتضح فيه الرؤية ، لأن الجميع بات متأكداً من وجود مؤامرة على وحدة بلاد العرب ، لكننا مستمرون في دفن رؤوسنا في

التراب كالنعام .

د. فطين البداد

شارك :

التسميات:

عن الكاتب مدون محترف

هذا النص الغبي ، غير مقصود لقرائته . وفقا لذلك فمن الصعب معرفة متى وأين نهايته ، لكن حتى . فإن هذا النص الغبي ، ليس مقصود لقرائته . نقطة رجوع لسطر مدونة مدون محترف ترحب بك

لا تعليقات في " تدمير آثار متحف الموصل مأساة ثقافية تاريخية "

  • لمشاهدة الإبتسامات اضغط على مشاهدة الإبتسامات
  • لإضافة كود معين ضع الكود بين الوسمين [pre]code here[/pre]
  • لإضافة صورة ضع الرابط بين الوسمين [img]IMAGE-URL-HERE[/img]
  • لإضافة فيديو يوتيوب فقط قم بلصق رابط الفيديو مثل http://www.youtube.com/watch?v=0x_gnfpL3RM