إلهام أحمد في الواشنطن بوست: بالرغم من كوننا أفضل شريك للولايات المتحدة في سوريا، قامت تركيا بقصف مواقعنا .
/// وكالة شبكة الجزراوي الاخبارية A NN J /// - في مقالة نشرتها صحيفة واشنطن بوست الامريكية للسيدة إلهام أحمد الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية “QSD”
قالت فيها: في الخامس والعشرين من نيسان الجاري قامت القوات التركية بقصف مقر القيادة العامة للقوات الكُردية في شمال سوريا، وعلى إثرها استشهد عشرون مقاتلاً. وبعد الضربة الجوية على الفور قام
قادة قواتنا والتي تعرف بوحدات حماية الشعب بترك مركز العمليات بالقرب من مدينة الرقة، حيث يعملون مع الجيش الأمريكي لدحر داعش من معقلها في سوريا للكشف عن مكان القصف.
ورافق قادة وحدات حماية الشعب عدد من الضباط الأمريكيين حيث استقبلهم عشرات الآلاف من الأهالي المحتجين ومن بينهم أمُهات مقاتلي الوحدات الذين فقدوا حياتهم في معارك ضد تنظيم داعش، وكان
سؤالهم الوحيد هو كيف من الممكن أن مقاتليّنا يحاربون داعش بجانب القوات الأمريكية في حين يقوم حليف أمريكا (تركيا) بمهاجمتنا هنا؟
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها تركيا بقصف مواقعنا.
فالمقاتلات التركية وسلاح المدفعية يقوم بقصف مواقعنا منذ قرابة العام، كما قامت القوات التركية العام الماضي بإجتياح البلاد، وكل ذلك تحت مسميات وذرائع واهية.
وادعى الأتراك أنهم غزوا سوريا لمحاربة الإرهاب، في حين أن المجموعات التي تدعمها تركيا كأحرار الشام وحركة نورالدين الزنكي تمتلك نفس الذهنية الجهادية التي حاربتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ
أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
كما يقول الأتراك بأنهم قصفوا مقر القيادة العامة لوحدات حماية الشعب لأنهم زعموا بأن مناطقنا تم استخدامها لشن هجمات ضد تركيا، ولكن هذه الاتهامات غير صحيحة. ولأكون أكثر وضوحاً نحن لم نستخدم
مناطق في شمال سوريا لشن هجمات ضد تركيا أبداً.
إذا كان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لا يثق بنا، فحسناً. فلماذا لا يثق بالموظفين الأمريكين المتواجدين في مناطقنا الذين أكدوا له صحة قولنا؟
برر أردوغان تلك الهجمات الغير شرعية بنفس المزاعم التي لا أساس لها حيث قال بأن وحدات حماية الشعب هي نفسها حزب العمال الكردستاني التي تحارب الحكومة داخل تركيا.
هذه المزاعم مبنية على حقيقة بأننا نتشارك في العديد من القيم والذهنية مع حزب العمال الكردستاني، وكذلك بالنسبة لحزب الشعوب الديمقراطي، وهو حزب سياسي شرعي في تركيا وله 58 نائباً في البرلمان
التركي. وإن أية محاولة لمساواتنا بحزب العمال الكردستاني تعتبر خداعاً.
وأردوغان يعلم ذلك، وهو يعلم بأن سياستنا وقيادتنا العسكرية منفصلة تماماً عن سياسة وقيادة حزب العمال الكردستاني العسكرية.
وهو يعلم بأن أية محاولة لدمج وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني ستكون على النقيض من قيمنا الأساسية التي تنادي بالسلطة اللامركزية.
وهو يعلم بأننا لا نستخدم مناطقنا بشمال سوريا لشن هجمات على تركيا، وهو يعلم كل ذلك ولكنه ببساطة لا يبالي بذلك.
حيث يحاول أردوغان الضغط على الولايات المتحدة للاختيار بيننا وبين تركيا، ونحن لا نعتقد بأن هذا الخيار ضروري، ولكن يجب النظر بما ينطوي عليه هذا الاختيار.
نحن كمجلس سوريا الديموقراطية عبارة عن تحالف من الأحزاب التقدمية والديمقراطية التي تحكم فيدرالية شمال سوريا.
وبالرغم من ذلك نحن محاصرون من جميع الأطراف (داعش، وتركيا الأردوغانية، ونظام الأسد)، ومنطقتنا هي الأكثر استقراراً في البلاد. وفي الواقع بالإضافة إلى 3 مليون نسمة في مناطقنا استقبلنا 500
الف لاجئ (مسيحيين، سنة، شيعة، أرمن، ايزيديين) من كافة المناطق السورية.
هناك تناقض صارخ بين مجتمعنا القائم على مبادئ الديمقراطية والمساواة والتقدمية وبين جوارنا حيث يعزز اردوغان سلطته ويحول تركيا إلى دولة استبدادية “شمولية”. وهو ما ظهر في انتصاره الأخير في
الاستفتاء الدستوري في الشهر الجاري، الذي دبره أردوغان، بعد عمليات الإعتقال الواسعة التي طالت رجال القانون والقادة السياسيين، والصحفيين والقادة العسكريين الذين لم يوافقوا على التعديلات الدستورية
الجديدة.
وما يثير السخرية بأن أردوغان بدفعه للولايات المتحدة للاختيار بيننا وبينه بأنه يلفت الانتباه إلى حقيقة بأن تركيا ليست حليف حقيقي للولايات المتحدة.
ومع الاخذ بعين الاعتبار في حين نحن نحارب من أجل حقوق شعبنا وتخليصه من الإستبداد ونيل حريته، بينما أردوغان ينكر بشكل استبدادي حرية شعبه. وفي حين نحن نحارب ونموت جنباً إلى جنب مع
الجيش الأمريكي في الحملة ضد داعش، بينما أردوغان يغض بصره عن الإرهاب ويدعم المجموعات التي تتبنى علناً الفكر الجهادي.
إذا كان فعلاً اردوغان هو الحليف الحقيقي للولايات المتحدة، فبدلاً من قصف مقر القيادة العامة لوحدات حماية الشعب YPG والتي استضافت مؤخراً 1000 من العسكريين الأمريكيين، فعلى تركيا السعي
للقضاء على القاعدة والتي أسست قواعدها في إدلب، على طول الحدود التركية.
تنظيم القاعدة في إدلب وقواته العسكرية المتمثلة بجبهة فتح الشام “جبهة النُصرة سابقاً” تُعتبرأكبر فصيل عسكري تم حشده بتاريخ تنظيم القاعدة، وهي معلومات أكدها المسؤولون الأمريكيون وبالرغم من ذلك
فأن تركيا لا تفعل شيئاً حيال ذلك.
في حين تغض تركيا الطرف عن الإرهاب فإن قوات سوريا الديمقراطية التي تلعب فيها وحدات حماية الشعب دوراً كبيراً وتبعد فقط عشرة أميال عن مدينة الرقة التي تعرف بعاصمة الخلافة.
وكذلك تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على 70% من مدينة الطبقة الاستراتيجية وتسيطر بشكل كامل على مطارها، الذي حررته من قبضة داعش.
في الشهر الماضي فقط حررت قوات سوريا الديمقراطية العشرات من القرى باطراف الرقة من قبضة داعش ولن نتوقف أبداً حتى يتم القضاء على آخر داعم لما يعرف بدولة الخلافة.
لأكون أكثر وضوحاً نحن لا نريد تصعيد الصراع مع تركيا. نحن نعتقد بأن أردوغان الذي يغض الطرف عن الإرهاب ويسعى لبناء دولته الشمولية الاستبدادية سيكون في الطرف الخاطئ من التاريخ. في حين
هو ينظر في عدوانه إلى الخارج، نحن ننظر إلى الداخل بروح من التفاؤل والتقدم نحو سوريا أفضل.
نحن لا نعتقد بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى الاختيار بيننا وبين تركيا، مع مضي كل يوم يبدو جلياً من هو الحليف الحقيقي للولايات في هذا الصراع.
لا تعليقات في " إلهام أحمد في الواشنطن بوست: بالرغم من كوننا أفضل شريك للولايات المتحدة في سوريا، قامت تركيا بقصف مواقعنا . "
إرسال تعليق