عظماء و مشاهير تحدّوا الإعاقة على مر التاريخ !
يقال أن العقل السليم في الجسم السليم، و
لكن قراءة حياة بعض العباقرة قد تخالف هذه المقولة، فالكثير منهم لم يكونوا
بأجساد معافاة تماما و الكثير منهم أيضا كانوا مكفوفي الأعين أو من ذوي
الاحتياجات الخاصة.
ولكن كل هذا لم يمنعهم من المضي قدما في
الحيا ، ليثبتوا لنا جميعا أن الإعاقة ما هي إلا إعاقة الفكر و الروح، وعلى
الرغم من أنك قد لا تتفق و كثير من معتقدات بعضهم ، فهذا لا يمنع من
انتقاء ما يناسب معتقداتك و أفكارك، نذكر من هؤلاء ما يلي :
الرافعـــي
هو مصطفى صادق الرافعي ولد 1298، كاتب مصري من أصل سوري ، لقب
بمعجزة الأدب العربي. خل الرافعى المدرسة الابتدائية في دمنهور حيث كان
والده قاضيا بها وحصل على الشهادة الابتدائية بتفوق ثم أصيب بمرض يقال انه
التيفود أقعده عدة شهور في سريره وخرج من هذا المرض مصابا في أذنيه.
واستفحل به المرض حتى فقد سمعه نهائيا في
الثلاثين من عمره. لم يحصل الرافعى في تعليمه النظامى على أكثر من الشهادة
الابتدائية. مثل العقاد في تعليمه، فكلاهما لم يحصل على شهادة غير الشهادة
الابتدائية.
كان من أصحاب الارادة الحازمة فاصابته
بالصمم لم تجعله يعبأ بالعقبات، وإنما اشتد عزمه وأخذ نفسه بالجد
والاجتهاد، وتعلم على يد والده ، فكتب الشعر و النثر..
من أبرز مؤلفاته: ديوان النظرات ، حديث
القمر ، المساكين و غيرها . قال عنه الزعيم مصطفى كامل :”سيأتي يوم إذا
ذُكر فيه الرافعيُّ قال الناس : هو الحكمة العالية مصوغة في أجمل قالب من
البيان.
طــه حسيــــن
من منا لا يعرف عميد الأدب العربي طه
حسين، هو أديب و ناقد مصري، ولد عام 1889 في عزبة الكيلو في محافظة المنيا
بمصر، في الرابعة من عمره اصيب بالرمد في عينيه مما أدى إلى اصابته
بالعمى.
أدخله أبوه كتاب القرية للشيخ محمد جاد
الرب، لتعلم العربية و الحساب وتلاوة القرآن الكريم ، فحفظه في مدة قصيرة
أذهلت أستاذه ووالده الذي كان يصحبه أحياناً لحضور حلقات الذكر، انتقل
بعدها إلى الأزهر الشريف للدراسة الدينية و الاستزادة من العلوم العربية..
ثم انتقل إلى الجامعة المصرية عام 1908 و
درس العلوم العصرية و الحضارة الاسلامية ، و من ثم أوفدته الجامعة إلى
مونبيله بفرنسا فدرس الفرنسية و آدابها و كذلك علم النفس و التاريخ الحديث
. و سواء اختلفنا مع أفكاره أم اتفقنا ، لا يمكننا أن نتجاهل أنه أحد
أبرز رواد الأدب العربي .
عبد الحميد كشك
عالم و داعية إسلامي مصري كفيف البصر ،
ولد بمحافظة البحيرة، يلقب بفارس المنابر، و يعد من أشهر خطباء القرن
العشرين في العالم العربي و الإسلامي ، له أكثر من 2000 خطبة مسجلة.
خطب مدة أربعين سنة دون أن يخطئ مرة واحدة
في اللغة العربية، حفظ القرآن وهو دون العاشرة من عمره، ثم التحق بالمعهد
الديني بالاسكندرية، و في الشهادة الثانوية الأزهرية كان ترتيبه الأول على
الجمهورية، ثم التحق بكلية أصول الدين بالأزهر.
وكان الأول على الكلية طوال سنوات
الدراسة، وكان أثناء الدراسة الجامعية يقوم مقام الأساتذة بشرح المواد
الدراسية في محاضرات عامة للطلاب بتكليف من أساتذته الذين كان الكثير منهم
يعرض مادته العلمية عليه قبل شرحها للطلاب، خاصة علوم النحو والصرف. له عدة
كتابات أشهرها في رحاب التفسير.
ابو العلاء المعري
هو شاعر و فيلسوف و اديب عربي من العصر
العباسي، ولد وتوفي في معرة النعمان في الشمال السوري وإليها يُنسب. لُقب
برهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد
عودته من بغداد حتى وفاته.
فقد بصره في الرابعة من العمر نتيجة لمرض
الجدري، بدأ يقرض الشّعرَ في سن مبكرة حوالي الحادية عشرة أو الثانية عشرة
من عمره في بلدته معرة النعمان، ثم ذهب للدراسة في حلب، درس علوم اللغة و
الأدب والحديث والتفسير و الفقه و الشعر، و بعيدا عن معتقداته، لاشك أن
المعري أثرى الأدب العربي بأشعاره و كتاباته.
بشــار بـــن بــرد
هو بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي ولد عام
96هـ، شاعر و إمام الشعراء المولدين، ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية
الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء
وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الإفتنان، قليل
التكلف.
ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا
أصوب بديعا. وقال عنه الجاحظ: “وليس في الأرض مولد قروي يعد شعره في
المحدث إلا وبشار أشعر منه.”
اديســـون
مخترع و رجل اعمال امريكي ، له العديد من
الاختراعات التي كان لها أثرا كبيرا على البشرية حول العالم، مثل تطوير
جهاز الفونوغراف و آلة التصوير السينمائي بالإضافة إلى المصباح الكهربي
المتوهج العملي الذي يدوم طويلا ً.
أطلق عليه مراسل إحدى الصحف لقب “ساحر
مينلو بارك”. ولد عام 1847 في ميلان . عانى إديسون من مشاكل في السمع في سن
مبكرة. وكان يعزى سبب الصمم له لنوبات متكررة من إصابته بالحمى القرمزية
خلال مرحلة الطفولة دون تلقيه علاج لالتهابات الأذن الوسطى.
بدأ توماس إديسون مسيرته بولاية نيو جيرسي
حيث اخترع المُكَرِّر الآلي وغيره من الأجهزة التلغرافية المتطورة، ولكن
الاختراع الذي أكسبه الشهرة لأول مرة كان في سنة 1877 حيث اخترع الفونوغراف
، وكان هذا الإنجاز غير متوقع على الإطلاق حتى من قبل عامة الجمهور
لاعتباره سحريا.
أصبح إديسون يُعرف باسم “ساحر مينلو بارك” في نيو جيرسي. وفي توماس إديسون من مضاعفات مرض السكري في 18 اكتوبر 1931.
عبـــد الله البـــردونـــي
شاعر يمني ولد عام 1348هـ 1929 م في قرية
البردون في اليمين، أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري، درس في
مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار
العلوم وتخرج فيها عام 1953م.
ثم عُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة
ذاتها وعمل مسؤولاً عن البرامج في الإذاعة اليمنية. له عشرة دواوين شعرية،
وست دراسات. من دواوينه : أرض بلقيس ، في طريق الفجر ، زمان بلا نوعية و
غيرها . في صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م توقف قلب الشاعرعن الخفقان
بعد ان خلد اسمه كواحد من شعراء العربية في القرن العشرين.
هيليــن كيـــلر
أديبة ومحاضرة وناشطة امريكية، وهي تعتبر
إحدى رموز الإرادة الإنسانية، حيث إنها كانت فاقدة السمع والبصر، واستطاعت
أن تتغلب على إعاقتها وتم تلقيبها بمعجزة الإنسانية لما قاومته من إعاقتها
حيث أن مقاومة تلك الظروف كانت بمثابة معجزة. نشرت هيلن كيلر ثمانية عشر
كتاباً.
ومن أشهر مؤلفاتها: العالم الذي أعيش فيه،
أغنية الجدار الحجري، الخروج من الظلام، الحب والسلام، وهيلن كيلر في
اسكتلندا… وترجمت كتبها إلى خمسين لغة. ألفت هيلين كتاب “أضواء في ظلامي”
وكتاب “قصة حياتي”، توفت عام 1968م عن ثمانية وثمانين عاماً.
جـــون ملتـــون
شاعر وعالم اانجليزي من القرن 17 أصيب في
فترة لاحقة من حياته بالعمى وكتب حول ذلك قصيدة مكنة من 14 بيتا شعريا،
يعتبر جون ميلتون من أبرز شعراء الأدب الإنجليزي.
وتعتبر قصيدة “الفردوس المفقود “من أشهر
قصائده ، و التي تعتبر من أعظم الأعمال الشعرية في اللغة الإنجليزية. فضلا
عن كونه مؤلفا وملحنا موهوبا، توفي في 8 نوفمبر1674.
لا تعليقات في " عظماء و مشاهير تحدّوا الإعاقة على مر التاريخ ! "
إرسال تعليق